سأحدّث عن المكان. عن الهبوط الجحيمي إلى أرض أريحا الصابرة تحت شمسٍ قرّرت أن تحرق كبد العالم؛ عن جبالها الرواسي وخطوات المسيح على جبل التجربة؛ عن رام الله الناظرة صوب القدس المحاصرة بشذّاذ الآفاق؛ عن وادي النار؛ عن بيت لحم؛ عن كنيسة المهد؛ عن فلسطين المكان الذي غدر به الزمان
حتماً لم يكن بإمكان ليبولد فون ساشير مازوش، وهو في أوج شهرته أن يتنبّأ بهذا القدر العاتي: السقوط في هاوية النسيان. لكنّه كان على وعي تامّ بأن للماضي على الحاضر سطوة عظيمة. وكان على وعي أيضاً بأن قدره كان قد حدّد، ورسمت جميع ضفافه وتعرّجاته، في مساء ذلك اليوم الذي عاش فيه تلك الحادثة التي ستلوّن رؤيته للعالم وتوقفه على الشفا الخطير، شفا الجحيم الملتحف بالغياب في أقاصي الذات البشريّة
سأحدّث عن المكان. عن الهبوط الجحيمي إلى أرض أريحا الصابرة تحت شمسٍ قرّرت أن تحرق كبد العالم؛ عن جبالها الرواسي وخطوات المسيح على جبل التجربة؛ عن رام الله الناظرة صوب القدس المحاصرة بشذّاذ الآفاق؛ عن وادي النار؛ عن بيت لحم؛ عن كنيسة المهد؛ عن فلسطين المكان الذي غدر به الزمان
حتماً لم يكن بإمكان ليبولد فون ساشير مازوش، وهو في أوج شهرته أن يتنبّأ بهذا القدر العاتي: السقوط في هاوية النسيان. لكنّه كان على وعي تامّ بأن للماضي على الحاضر سطوة عظيمة. وكان على وعي أيضاً بأن قدره كان قد حدّد، ورسمت جميع ضفافه وتعرّجاته، في مساء ذلك اليوم الذي عاش فيه تلك الحادثة التي ستلوّن رؤيته للعالم وتوقفه على الشفا الخطير، شفا الجحيم الملتحف بالغياب في أقاصي الذات البشريّة