العلاقة بين الكلمة والسيف في الثقافة العربية علاقة وطيدة. وتاريخ الكلمة مع السيف تاريخٌ مسيّجٌ بالدم، محاطٌ بالدياجير. وللسيف والكلمة دلالتهما الرمزية العالقة بالذاكرة الجماعية. فلئن كان الحقل الدلالي لكلمة السيف لا يخرج عن معاني السلاح والبطش فإنه يدلّ أيضاً على السلطة وما اتسمت به من ميل إلى الغلبة والقهر. أما الكلمة فكثيراً ما عُـدَّت وسيلة تخاطب واعتبرت سلاحاً. لكنها تحمل في المتخيّل العربي الإسلامي دلالة على المقدّس والباقي على الدوام.ا
ثمة إلحاحٌ على أن الإنسان إنما وُهِب اللغة في الفردوس فسمّى الموجودات والكائنات؛ وحين طُرد لم يبق بين يديه من طيّبات الفردوس شيء غير الكلمة. بالكلمة سيكتشف العالم ويسمّيه، وباللغة سيحضر في التاريخ· هذا البعد القدسي المندسّ في اللاوعي الجماعي هو الذي سيجعل العرب يمجّدون لغتهم ويعدّونها بيت العرب إن ضاعت هلكوا. باللغة يتمكّن المبدع من التقاط العابر ويغرسه في اللانهائي· بالكلمة يمكن للمبدع أن يخلّد ذكر قومه وينجو بناسه من هاوية النسيان.ا
تصبح اللغة من هذا المنظور أخطر من السيف وأشدّ منه مضاء. إن سلطة السيف زائلة مهما طغت، أما سلطة الكلمة فباقية على الدوام. لذلك حالما نتملّى التاريخ العربي تنكشف لنا المنازلة التي دارت بين الكلمة والسيف مروّعة. فرغم تكالب العديد من الشعراء على مدح ذوي السلطان طلباً لعطاياهم ودرءاً لسطوة سيوفهم، ظلت العلاقة بين المبدعين والسلطة علاقة صدام دموي بين سلطة الكلمة وسطوة السيف. لم تكن ميتة طرفة غدراً سوى فاتحة؛ ولم يكن اغتيال ابن المقفّع صبراً سوى تعميق للمنازلة المروّعة. والراجح أن انتصار مؤرخي الأدب للكلمة وحَمَلَتِها هو الذي جعلهم يرسمون للشعراء المنشقين على سلطة السيف صوراً نورانية تجعلهم محبّبين إلى النفس.ا
يذكر الأصفهاني مثلاً أن دعبل الخزاعي كان من أفقر الناس. لكنه اختار أن ينتصر للكلمة. من ذلك مثلاً حين فتك الرشيد بالبرامكة وتوعّد من يذكرهم من الشعراء تجرّأ دعبل على رثائهم. ويذكر الأصفهاني ألاَّ أحد من الخلفاء، ولا من وزرائهم، ولا أولادهم، أفلت من هجائه. الراجح أن دعبلاً كان على وعي تام بأن المنازلة بين الكلمة والسيف هي التي سطّرت سلوكه وستسطّر مصيره الفاجع. لذلك كان يقول: ”أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها’. ولذلك أيضاً حرص على ألاَّ يهجو إلاّ الخلفاء فمن دونهم، وحرّم على نفسه هجاء الشعراء.ا
يقول الآمدي في ”الموازنة” إن دعبلاً قد حذّر في أوّل كتابه الذي ألّفه في الشعر من التعرّض للشاعر، ولو كان من أدون الناس صنعة في الشعر، وكان لا يهجو الشعراء ونهى عن ذلك”. يختلف المؤرخون في نهاية دعبل هل قُتِل غيلة أم صبراً. لكن مقامه تحت الشمس يظل يجسّد فصلاً من فصول الصراع بين الكلمة والسيف.ا
العلاقة بين الكلمة والسيف في الثقافة العربية علاقة وطيدة. وتاريخ الكلمة مع السيف تاريخٌ مسيّجٌ بالدم، محاطٌ بالدياجير. وللسيف والكلمة دلالتهما الرمزية العالقة بالذاكرة الجماعية. فلئن كان الحقل الدلالي لكلمة السيف لا يخرج عن معاني السلاح والبطش فإنه يدلّ أيضاً على السلطة وما اتسمت به من ميل إلى الغلبة والقهر. أما الكلمة فكثيراً ما عُـدَّت وسيلة تخاطب واعتبرت سلاحاً. لكنها تحمل في المتخيّل العربي الإسلامي دلالة على المقدّس والباقي على الدوام.ا
ثمة إلحاحٌ على أن الإنسان إنما وُهِب اللغة في الفردوس فسمّى الموجودات والكائنات؛ وحين طُرد لم يبق بين يديه من طيّبات الفردوس شيء غير الكلمة. بالكلمة سيكتشف العالم ويسمّيه، وباللغة سيحضر في التاريخ· هذا البعد القدسي المندسّ في اللاوعي الجماعي هو الذي سيجعل العرب يمجّدون لغتهم ويعدّونها بيت العرب إن ضاعت هلكوا. باللغة يتمكّن المبدع من التقاط العابر ويغرسه في اللانهائي· بالكلمة يمكن للمبدع أن يخلّد ذكر قومه وينجو بناسه من هاوية النسيان.ا
تصبح اللغة من هذا المنظور أخطر من السيف وأشدّ منه مضاء. إن سلطة السيف زائلة مهما طغت، أما سلطة الكلمة فباقية على الدوام. لذلك حالما نتملّى التاريخ العربي تنكشف لنا المنازلة التي دارت بين الكلمة والسيف مروّعة. فرغم تكالب العديد من الشعراء على مدح ذوي السلطان طلباً لعطاياهم ودرءاً لسطوة سيوفهم، ظلت العلاقة بين المبدعين والسلطة علاقة صدام دموي بين سلطة الكلمة وسطوة السيف. لم تكن ميتة طرفة غدراً سوى فاتحة؛ ولم يكن اغتيال ابن المقفّع صبراً سوى تعميق للمنازلة المروّعة. والراجح أن انتصار مؤرخي الأدب للكلمة وحَمَلَتِها هو الذي جعلهم يرسمون للشعراء المنشقين على سلطة السيف صوراً نورانية تجعلهم محبّبين إلى النفس.ا
يذكر الأصفهاني مثلاً أن دعبل الخزاعي كان من أفقر الناس. لكنه اختار أن ينتصر للكلمة. من ذلك مثلاً حين فتك الرشيد بالبرامكة وتوعّد من يذكرهم من الشعراء تجرّأ دعبل على رثائهم. ويذكر الأصفهاني ألاَّ أحد من الخلفاء، ولا من وزرائهم، ولا أولادهم، أفلت من هجائه. الراجح أن دعبلاً كان على وعي تام بأن المنازلة بين الكلمة والسيف هي التي سطّرت سلوكه وستسطّر مصيره الفاجع. لذلك كان يقول: ”أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها’. ولذلك أيضاً حرص على ألاَّ يهجو إلاّ الخلفاء فمن دونهم، وحرّم على نفسه هجاء الشعراء.ا
يقول الآمدي في ”الموازنة” إن دعبلاً قد حذّر في أوّل كتابه الذي ألّفه في الشعر من التعرّض للشاعر، ولو كان من أدون الناس صنعة في الشعر، وكان لا يهجو الشعراء ونهى عن ذلك”. يختلف المؤرخون في نهاية دعبل هل قُتِل غيلة أم صبراً. لكن مقامه تحت الشمس يظل يجسّد فصلاً من فصول الصراع بين الكلمة والسيف.ا
العلاقة بين الكلمة والسيف في الثقافة العربية علاقة وطيدة. وتاريخ الكلمة مع السيف تاريخٌ مسيّجٌ بالدم، محاطٌ بالدياجير. وللسيف والكلمة دلالتهما الرمزية العالقة بالذاكرة الجماعية. فلئن كان الحقل الدلالي لكلمة السيف لا يخرج عن معاني السلاح والبطش فإنه يدلّ أيضاً على السلطة وما اتسمت به من ميل إلى الغلبة والقهر. أما الكلمة فكثيراً ما عُـدَّت وسيلة تخاطب واعتبرت سلاحاً. لكنها تحمل في المتخيّل العربي الإسلامي دلالة على المقدّس والباقي على الدوام.ا
ثمة إلحاحٌ على أن الإنسان إنما وُهِب اللغة في الفردوس فسمّى الموجودات والكائنات؛ وحين طُرد لم يبق بين يديه من طيّبات الفردوس شيء غير الكلمة. بالكلمة سيكتشف العالم ويسمّيه، وباللغة سيحضر في التاريخ· هذا البعد القدسي المندسّ في اللاوعي الجماعي هو الذي سيجعل العرب يمجّدون لغتهم ويعدّونها بيت العرب إن ضاعت هلكوا. باللغة يتمكّن المبدع من التقاط العابر ويغرسه في اللانهائي· بالكلمة يمكن للمبدع أن يخلّد ذكر قومه وينجو بناسه من هاوية النسيان.ا
العلاقة بين الكلمة والسيف في الثقافة العربية علاقة وطيدة. وتاريخ الكلمة مع السيف تاريخٌ مسيّجٌ بالدم، محاطٌ بالدياجير. وللسيف والكلمة دلالتهما الرمزية العالقة بالذاكرة الجماعية. فلئن كان الحقل الدلالي لكلمة السيف لا يخرج عن معاني السلاح والبطش فإنه يدلّ أيضاً على السلطة وما اتسمت به من ميل إلى الغلبة والقهر. أما الكلمة فكثيراً ما عُـدَّت وسيلة تخاطب واعتبرت سلاحاً. لكنها تحمل في المتخيّل العربي الإسلامي دلالة على المقدّس والباقي على الدوام.ا
ثمة إلحاحٌ على أن الإنسان إنما وُهِب اللغة في الفردوس فسمّى الموجودات والكائنات؛ وحين طُرد لم يبق بين يديه من طيّبات الفردوس شيء غير الكلمة. بالكلمة سيكتشف العالم ويسمّيه، وباللغة سيحضر في التاريخ· هذا البعد القدسي المندسّ في اللاوعي الجماعي هو الذي سيجعل العرب يمجّدون لغتهم ويعدّونها بيت العرب إن ضاعت هلكوا. باللغة يتمكّن المبدع من التقاط العابر ويغرسه في اللانهائي· بالكلمة يمكن للمبدع أن يخلّد ذكر قومه وينجو بناسه من هاوية النسيان.ا
تصبح اللغة من هذا المنظور أخطر من السيف وأشدّ منه مضاء. إن سلطة السيف زائلة مهما طغت، أما سلطة الكلمة فباقية على الدوام. لذلك حالما نتملّى التاريخ العربي تنكشف لنا المنازلة التي دارت بين الكلمة والسيف مروّعة. فرغم تكالب العديد من الشعراء على مدح ذوي السلطان طلباً لعطاياهم ودرءاً لسطوة سيوفهم، ظلت العلاقة بين المبدعين والسلطة علاقة صدام دموي بين سلطة الكلمة وسطوة السيف. لم تكن ميتة طرفة غدراً سوى فاتحة؛ ولم يكن اغتيال ابن المقفّع صبراً سوى تعميق للمنازلة المروّعة. والراجح أن انتصار مؤرخي الأدب للكلمة وحَمَلَتِها هو الذي جعلهم يرسمون للشعراء المنشقين على سلطة السيف صوراً نورانية تجعلهم محبّبين إلى النفس.ا
يذكر الأصفهاني مثلاً أن دعبل الخزاعي كان من أفقر الناس. لكنه اختار أن ينتصر للكلمة. من ذلك مثلاً حين فتك الرشيد بالبرامكة وتوعّد من يذكرهم من الشعراء تجرّأ دعبل على رثائهم. ويذكر الأصفهاني ألاَّ أحد من الخلفاء، ولا من وزرائهم، ولا أولادهم، أفلت من هجائه. الراجح أن دعبلاً كان على وعي تام بأن المنازلة بين الكلمة والسيف هي التي سطّرت سلوكه وستسطّر مصيره الفاجع. لذلك كان يقول: ”أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها’. ولذلك أيضاً حرص على ألاَّ يهجو إلاّ الخلفاء فمن دونهم، وحرّم على نفسه هجاء الشعراء.ا
يقول الآمدي في ”الموازنة” إن دعبلاً قد حذّر في أوّل كتابه الذي ألّفه في الشعر من التعرّض للشاعر، ولو كان من أدون الناس صنعة في الشعر، وكان لا يهجو الشعراء ونهى عن ذلك”. يختلف المؤرخون في نهاية دعبل هل قُتِل غيلة أم صبراً. لكن مقامه تحت الشمس يظل يجسّد فصلاً من فصول الصراع بين الكلمة والسيف.ا
أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها