عديدون هم الكتّاب والرحالة الفرنسيون الذين زاروا تونس منذ مطلع القرن الثامن عشر. منهم مثلا شاتوبريان وفلوبير وألكسندر دوماس وغي دي موباسان وأندريه جيد وجورج ديهامال. ومثلما حرص فلوبير على تدوين ما رآه من عجائب في كتاب اختار له عنوان ”صلامبو“، وحرص شاتوبريان على تدوين رحلته في كتاب يحمل عنوان ”رحلة إلى تونس“ دوّن ألكسندر دوماس صاحب رواية ”الفرسان الثلاثة“ تفاصيل رحلته إلى شمال أفريقيا واختار لها عنوان ”انطباعات رحالة“.
غادر ألكسندر دوماس فرنسا على متن سفينة بخارية سنة 1846 واتجه إلى مدينة طنجا المغربية ومنها انتقل إلى الجزائر ثم وصل إلى تونس في السنة نفسها. والراجح أن ألكسندر دوماس كان على يقين من أن رحلته لن تشدّ إليها قراءه من الفرنسيين إلا إذا احتوت على العجيب والغريب، لذلك افتتحها بالحديث عن مدينة تونس قائلا: ”في الشارع الرئيس الممتد من سور مدينة تونس حتى حافة البحيرة لا ترى غير حشود من كلاب وسخة مسعورة تُغِير على العابرين وتروعهم. وهي كلاب مسكونة بنزعات عدائية ضدّ الأجانب. إن أي أوروبي يقوده حظه التعس إلى ذلك الشارع ليلا ينتهي مزقا وأشلاء بين أنياب ذلك الجوق العاوي من الكلاب المتوحشة.“
الثابت أيضا أن الروائي الفرنسي كان على يقين من أن رحلته يجب أن تحتوي على الطريف والمضحك حتى تنال إعجاب قرائه لذلك تفنّن في وصف جيش الباي حاكم تونس وقتها فكتب: ”لقد كان باي تونس مؤمنا بضرورة تحديث بلاده. ولتحقيق هذه الغاية احتاج إلى أمرين: العساكر والبدلات العسكرية. لم يكن العثور على العساكر أمرا صعبا إذ أن كل الرجال من رعاياه على استعداد للانخراط في الجندية. لكن الحصول على البدلات العسكرية كان طامة كبرى إذ تطلّب الأمر استيرادها من فرنسا. فاستورد عشرين ألف بدلة عسكرية. غير أن السراويل كانت إما قصيرة جدا أو طويلة جدا. فبدا جيش الباي كما لو أنه جيش من المهرجين المضحكين.“
أما حين يحدث ألكسندر دوماس عن المرأة العربية فإنه يصدر عن تصور استشراقي واضح إذ يعمد إلى تصويرها كائنا يتّقد لذة. وهذا التصور ذاته هو الذي جعل فلوبير يقول عن المرأة ذاتها إنها ”مجرد رحى تعلك الرجال“. غير أن ألكسندر دوماس يضفي عليها مسحة رومانسية. فيكتب: ”إن المرأة العربية تغتذي بالشعر لاسيما إذا كانت الأشعار من نظم عشيقها أو مما قالته هي في عشيقها.“ ويعمد إلى إيراد هذه المقتطفات من قصيدة غزلية مطوّلة:
شفتك حمراء في لون الحنّاء
أسنانك مثل العاج المصقول
عنقك راية
تخفق عاليا يوم النزال
نهداك مثل فضّة
جسدك ثلجٌ بياضٌ
ثلج يسّاقط في موسمه
خصرك مثل سور مدينة
سور من رخام أبيض
خطوتك في تثنّيها كأغصان البان هزتها ريح خفيفة
عيناك مثل فوهة بندقية
عيناك مثل الرصاص ترديان من تقعان عليه قتيلا.
عديدون هم الكتّاب والرحالة الفرنسيون الذين زاروا تونس منذ مطلع القرن الثامن عشر. منهم مثلا شاتوبريان وفلوبير وألكسندر دوماس وغي دي موباسان وأندريه جيد وجورج ديهامال. ومثلما حرص فلوبير على تدوين ما رآه من عجائب في كتاب اختار له عنوان ”صلامبو“، وحرص شاتوبريان على تدوين رحلته في كتاب يحمل عنوان ”رحلة إلى تونس“ دوّن ألكسندر دوماس صاحب رواية ”الفرسان الثلاثة“ تفاصيل رحلته إلى شمال أفريقيا واختار لها عنوان ”انطباعات رحالة“.
غادر ألكسندر دوماس فرنسا على متن سفينة بخارية سنة 1846 واتجه إلى مدينة طنجا المغربية ومنها انتقل إلى الجزائر ثم وصل إلى تونس في السنة نفسها. والراجح أن ألكسندر دوماس كان على يقين من أن رحلته لن تشدّ إليها قراءه من الفرنسيين إلا إذا احتوت على العجيب والغريب، لذلك افتتحها بالحديث عن مدينة تونس قائلا: ”في الشارع الرئيس الممتد من سور مدينة تونس حتى حافة البحيرة لا ترى غير حشود من كلاب وسخة مسعورة تُغِير على العابرين وتروعهم. وهي كلاب مسكونة بنزعات عدائية ضدّ الأجانب. إن أي أوروبي يقوده حظه التعس إلى ذلك الشارع ليلا ينتهي مزقا وأشلاء بين أنياب ذلك الجوق العاوي من الكلاب المتوحشة.“
الثابت أيضا أن الروائي الفرنسي كان على يقين من أن رحلته يجب أن تحتوي على الطريف والمضحك حتى تنال إعجاب قرائه لذلك تفنّن في وصف جيش الباي حاكم تونس وقتها فكتب: ”لقد كان باي تونس مؤمنا بضرورة تحديث بلاده. ولتحقيق هذه الغاية احتاج إلى أمرين: العساكر والبدلات العسكرية. لم يكن العثور على العساكر أمرا صعبا إذ أن كل الرجال من رعاياه على استعداد للانخراط في الجندية. لكن الحصول على البدلات العسكرية كان طامة كبرى إذ تطلّب الأمر استيرادها من فرنسا. فاستورد عشرين ألف بدلة عسكرية. غير أن السراويل كانت إما قصيرة جدا أو طويلة جدا. فبدا جيش الباي كما لو أنه جيش من المهرجين المضحكين.“
أما حين يحدث ألكسندر دوماس عن المرأة العربية فإنه يصدر عن تصور استشراقي واضح إذ يعمد إلى تصويرها كائنا يتّقد لذة. وهذا التصور ذاته هو الذي جعل فلوبير يقول عن المرأة ذاتها إنها ”مجرد رحى تعلك الرجال“. غير أن ألكسندر دوماس يضفي عليها مسحة رومانسية. فيكتب: ”إن المرأة العربية تغتذي بالشعر لاسيما إذا كانت الأشعار من نظم عشيقها أو مما قالته هي في عشيقها.“ ويعمد إلى إيراد هذه المقتطفات من قصيدة غزلية مطوّلة:
شفتك حمراء في لون الحنّاء
أسنانك مثل العاج المصقول
عنقك راية
تخفق عاليا يوم النزال
نهداك مثل فضّة
جسدك ثلجٌ بياضٌ
ثلج يسّاقط في موسمه
خصرك مثل سور مدينة
سور من رخام أبيض
خطوتك في تثنّيها كأغصان البان هزتها ريح خفيفة
عيناك مثل فوهة بندقية
عيناك مثل الرصاص ترديان من تقعان عليه قتيلا.
عديدون هم الكتّاب والرحالة الفرنسيون الذين زاروا تونس منذ مطلع القرن الثامن عشر. منهم مثلا شاتوبريان وفلوبير وألكسندر دوماس وغي دي موباسان وأندريه جيد وجورج ديهامال. ومثلما حرص فلوبير على تدوين ما رآه من عجائب في كتاب اختار له عنوان ”صلامبو“، وحرص شاتوبريان على تدوين رحلته في كتاب يحمل عنوان ”رحلة إلى تونس“ دوّن ألكسندر دوماس صاحب رواية ”الفرسان الثلاثة“ تفاصيل رحلته إلى شمال أفريقيا واختار لها عنوان ”انطباعات رحالة“.
غادر ألكسندر دوماس فرنسا على متن سفينة بخارية سنة 1846 واتجه إلى مدينة طنجا المغربية ومنها انتقل إلى الجزائر ثم وصل إلى تونس في السنة نفسها. والراجح أن ألكسندر دوماس كان على يقين من أن رحلته لن تشدّ إليها قراءه من الفرنسيين إلا إذا احتوت على العجيب والغريب، لذلك افتتحها بالحديث عن مدينة تونس قائلا: ”في الشارع الرئيس الممتد من سور مدينة تونس حتى حافة البحيرة لا ترى غير حشود من كلاب وسخة مسعورة تُغِير على العابرين وتروعهم. وهي كلاب مسكونة بنزعات عدائية ضدّ الأجانب. إن أي أوروبي يقوده حظه التعس إلى ذلك الشارع ليلا ينتهي مزقا وأشلاء بين أنياب ذلك الجوق العاوي من الكلاب المتوحشة.“
الثابت أيضا أن الروائي الفرنسي كان على يقين من أن رحلته يجب أن تحتوي على الطريف والمضحك حتى تنال إعجاب قرائه لذلك تفنّن في وصف جيش الباي حاكم تونس وقتها فكتب: ”لقد كان باي تونس مؤمنا بضرورة تحديث بلاده. ولتحقيق هذه الغاية احتاج إلى أمرين: العساكر والبدلات العسكرية. لم يكن العثور على العساكر أمرا صعبا إذ أن كل الرجال من رعاياه على استعداد للانخراط في الجندية. لكن الحصول على البدلات العسكرية كان طامة كبرى إذ تطلّب الأمر استيرادها من فرنسا. فاستورد عشرين ألف بدلة عسكرية. غير أن السراويل كانت إما قصيرة جدا أو طويلة جدا. فبدا جيش الباي كما لو أنه جيش من المهرجين المضحكين.“
أما حين يحدث ألكسندر دوماس عن المرأة العربية فإنه يصدر عن تصور استشراقي واضح إذ يعمد إلى تصويرها كائنا يتّقد لذة. وهذا التصور ذاته هو الذي جعل فلوبير يقول عن المرأة ذاتها إنها ”مجرد رحى تعلك الرجال“. غير أن ألكسندر دوماس يضفي عليها مسحة رومانسية. فيكتب: ”إن المرأة العربية تغتذي بالشعر لاسيما إذا كانت الأشعار من نظم عشيقها أو مما قالته هي في عشيقها.“ ويعمد إلى إيراد هذه المقتطفات من قصيدة غزلية مطوّلة:
شفتك حمراء في لون الحنّاء
أسنانك مثل العاج المصقول
عنقك راية
تخفق عاليا يوم النزال
نهداك مثل فضّة
جسدك ثلجٌ بياضٌ
ثلج يسّاقط في موسمه
خصرك مثل سور مدينة
سور من رخام أبيض
خطوتك في تثنّيها كأغصان البان هزتها ريح خفيفة
عيناك مثل فوهة بندقية
عيناك مثل الرصاص ترديان من تقعان عليه قتيلا.
محمد لطفي اليوسفي
عديدون هم الكتّاب والرحالة الفرنسيون الذين زاروا تونس منذ مطلع القرن الثامن عشر. منهم مثلا شاتوبريان وفلوبير وألكسندر دوماس وغي دي موباسان وأندريه جيد وجورج ديهامال. ومثلما حرص فلوبير على تدوين ما رآه من عجائب في كتاب اختار له عنوان ”صلامبو“، وحرص شاتوبريان على تدوين رحلته في كتاب يحمل عنوان ”رحلة إلى تونس“ دوّن ألكسندر دوماس صاحب رواية ”الفرسان الثلاثة“ تفاصيل رحلته إلى شمال أفريقيا واختار لها عنوان ”انطباعات رحالة“.
غادر ألكسندر دوماس فرنسا على متن سفينة بخارية سنة 1846 واتجه إلى مدينة طنجا المغربية ومنها انتقل إلى الجزائر ثم وصل إلى تونس في السنة نفسها. والراجح أن ألكسندر دوماس كان على يقين من أن رحلته لن تشدّ إليها قراءه من الفرنسيين إلا إذا احتوت على العجيب والغريب، لذلك افتتحها بالحديث عن مدينة تونس قائلا: ”في الشارع الرئيس الممتد من سور مدينة تونس حتى حافة البحيرة لا ترى غير حشود من كلاب وسخة مسعورة تُغِير على العابرين وتروعهم. وهي كلاب مسكونة بنزعات عدائية ضدّ الأجانب. إن أي أوروبي يقوده حظه التعس إلى ذلك الشارع ليلا ينتهي مزقا وأشلاء بين أنياب ذلك الجوق العاوي من الكلاب المتوحشة.“
الثابت أيضا أن الروائي الفرنسي كان على يقين من أن رحلته يجب أن تحتوي على الطريف والمضحك حتى تنال إعجاب قرائه لذلك تفنّن في وصف جيش الباي حاكم تونس وقتها فكتب: ”لقد كان باي تونس مؤمنا بضرورة تحديث بلاده. ولتحقيق هذه الغاية احتاج إلى أمرين: العساكر والبدلات العسكرية. لم يكن العثور على العساكر أمرا صعبا إذ أن كل الرجال من رعاياه على استعداد للانخراط في الجندية. لكن الحصول على البدلات العسكرية كان طامة كبرى إذ تطلّب الأمر استيرادها من فرنسا. فاستورد عشرين ألف بدلة عسكرية. غير أن السراويل كانت إما قصيرة جدا أو طويلة جدا. فبدا جيش الباي كما لو أنه جيش من المهرجين المضحكين.“
أما حين يحدث ألكسندر دوماس عن المرأة العربية فإنه يصدر عن تصور استشراقي واضح إذ يعمد إلى تصويرها كائنا يتّقد لذة. وهذا التصور ذاته هو الذي جعل فلوبير يقول عن المرأة ذاتها إنها ”مجرد رحى تعلك الرجال“. غير أن ألكسندر دوماس يضفي عليها مسحة رومانسية. فيكتب: ”إن المرأة العربية تغتذي بالشعر لاسيما إذا كانت الأشعار من نظم عشيقها أو مما قالته هي في عشيقها.“ ويعمد إلى إيراد هذه المقتطفات من قصيدة غزلية مطوّلة:
شفتك حمراء في لون الحنّاء
أسنانك مثل العاج المصقول
عنقك راية
تخفق عاليا يوم النزال
نهداك مثل فضّة
جسدك ثلجٌ بياضٌ
ثلج يسّاقط في موسمه
خصرك مثل سور مدينة
سور من رخام أبيض
خطوتك في تثنّيها كأغصان البان هزتها ريح خفيفة
عيناك مثل فوهة بندقية
عيناك مثل الرصاص ترديان من تقعان عليه قتيلا.