أطلق العرب على أرسطو لقب المعلّم الأول؛ فمجّدوه وأعلوه واحتفوا بكتاباته ترجمة وشرحاً وتأويلاً. كان هذا اللقب اعترافاً للفيلسوف اليوناني بالفضل والسّبق والتقدّم. لكنه لم يكن خالياً من الويلات. ذلك أنه سيظلّ يوهم بأن الفكر العربي بأسره سيتحرّك في فضاء يوناني لا يحيد عنه فيكتفي أحياناً كثيرة بترديد منجزات يونان.ا
ثم كان أن الفارابي نال شرف لقب المعلّم الثاني فبُجِّل ومُجِّد واعترف له بالفضل أيضاً. لم يأت لقب الفارابي صدفة ولم يخلع عليه اتّفاقاً وبختاً. ثمّة في صميم اللقب ذاته اعتراف بأن الثقافة العربية سرعان ما أنتجت هي الأخرى معلّمين كباراً. ثمّة في هذا اللقب الذي كلّل به الفارابي إقرار بأن لحظة استقدام منجزات الفكر اليوناني لم تطل طويلا إذ سرعان ما استلزمت الشروط التاريخية وحاجة المدينة الإسلامية بروز معلّمين كبار برعوا في الإجابة عن أسئلة تلك المدينة وحاجات ناسها إلى إنتاج المعرفة.ا
لذلك يدرك الناظر في الدراسات التي عنيت بالعلاقة بين الثقافة العربية والثقافة اليونانية وسلم واضعوها بأن الثقافة العربية اكتفت بدور المتقبّل السلبي عديدة غزيرة. وعديدة هي الكتب والمقالات التي تعاملت مع المتون العربية القديمة تعاملاً تجزيئياً قوامه قراءة كتاب محدد لا يتمّ النظر إليه ضمن الحركة التي أسهمت في إنتاجه. والحال أن مضامين تلك المتون قائمة على نوع من الترابط العضوي الجدلي يجعل النفاذ إلى ما في تلاوينها من قوانين مشروطاً بالنظر في ذلك الترابط. فالفكرة أو المقولة لا توجد اتفاقاً بل تصير. ومعنى كونها تصير أنها تمتلك تاريخاً. وتاريخها هو المدى الذي يشغله ترحالها وتغيّرها.ا
لذلك لا يمكن نعيد استكشاف الماضي ونرصد الاختلاف بين النصوص اليونانية ونصوص الفلاسفة العرب إلا متى أصغينا إلى ما تقوله تلك النصوص قصد الإحاطة بما لا تخبر عنه. لا سيما أن النصوص العربية القديمة التي عني أصحابها بقضايا الفكر والوجود كتابات غزيرة يكاد لا يطالها الحصر. لكنّها كتابات تشير صراحة إلى أن كل جيل من المنظّرين كان يغتذي بآراء الجيل الذي سبقه ويطوّر التصوّرات والمقولات التي تمّ تأسيسها سواء بدحضها والاعتراض عليها أو بفتحها على آفاق جديدة ورؤى معرفية لم يتسنّ للسابقين التفكير فيها أو الهجس بها.ا
ثمّة في هذه المتون مجتمعة، سواء كانت في النقد أو في البلاغة أو في المنطق والفلسفة، تصوّرات نظرية وقوانين تخص الوجود ومنزلة الإنسان. وهي تصورات يمكن أن تنصهر في قالب رؤية عربية للعالم والإنسان. غير أن التسليم بوجود هذه الرؤية يتطلّب استخراجها من المتون وتبيّن قوانينها ومقترحاتها وأطروحاتها.ا
لكن الكلام عن عجز العرب عن تمثّل مقولات فلاسفة يونان وتحريفها وتحويلها عن مقاديرها ظل ثابتاً من الثوابت التي لا تكاد تخلو منها دراسة عنيت بهذه المسألة. لقد أرسيت البداهات. وللبداهات سلطان لا يردّ.ا
أطلق العرب على أرسطو لقب المعلّم الأول؛ فمجّدوه وأعلوه واحتفوا بكتاباته ترجمة وشرحاً وتأويلاً. كان هذا اللقب اعترافاً للفيلسوف اليوناني بالفضل والسّبق والتقدّم. لكنه لم يكن خالياً من الويلات. ذلك أنه سيظلّ يوهم بأن الفكر العربي بأسره سيتحرّك في فضاء يوناني لا يحيد عنه فيكتفي أحياناً كثيرة بترديد منجزات يونان.ا
ثم كان أن الفارابي نال شرف لقب المعلّم الثاني فبُجِّل ومُجِّد واعترف له بالفضل أيضاً. لم يأت لقب الفارابي صدفة ولم يخلع عليه اتّفاقاً وبختاً. ثمّة في صميم اللقب ذاته اعتراف بأن الثقافة العربية سرعان ما أنتجت هي الأخرى معلّمين كباراً. ثمّة في هذا اللقب الذي كلّل به الفارابي إقرار بأن لحظة استقدام منجزات الفكر اليوناني لم تطل طويلا إذ سرعان ما استلزمت الشروط التاريخية وحاجة المدينة الإسلامية بروز معلّمين كبار برعوا في الإجابة عن أسئلة تلك المدينة وحاجات ناسها إلى إنتاج المعرفة.ا
لذلك يدرك الناظر في الدراسات التي عنيت بالعلاقة بين الثقافة العربية والثقافة اليونانية وسلم واضعوها بأن الثقافة العربية اكتفت بدور المتقبّل السلبي عديدة غزيرة. وعديدة هي الكتب والمقالات التي تعاملت مع المتون العربية القديمة تعاملاً تجزيئياً قوامه قراءة كتاب محدد لا يتمّ النظر إليه ضمن الحركة التي أسهمت في إنتاجه. والحال أن مضامين تلك المتون قائمة على نوع من الترابط العضوي الجدلي يجعل النفاذ إلى ما في تلاوينها من قوانين مشروطاً بالنظر في ذلك الترابط. فالفكرة أو المقولة لا توجد اتفاقاً بل تصير. ومعنى كونها تصير أنها تمتلك تاريخاً. وتاريخها هو المدى الذي يشغله ترحالها وتغيّرها.ا
لذلك لا يمكن نعيد استكشاف الماضي ونرصد الاختلاف بين النصوص اليونانية ونصوص الفلاسفة العرب إلا متى أصغينا إلى ما تقوله تلك النصوص قصد الإحاطة بما لا تخبر عنه. لا سيما أن النصوص العربية القديمة التي عني أصحابها بقضايا الفكر والوجود كتابات غزيرة يكاد لا يطالها الحصر. لكنّها كتابات تشير صراحة إلى أن كل جيل من المنظّرين كان يغتذي بآراء الجيل الذي سبقه ويطوّر التصوّرات والمقولات التي تمّ تأسيسها سواء بدحضها والاعتراض عليها أو بفتحها على آفاق جديدة ورؤى معرفية لم يتسنّ للسابقين التفكير فيها أو الهجس بها.ا
ثمّة في هذه المتون مجتمعة، سواء كانت في النقد أو في البلاغة أو في المنطق والفلسفة، تصوّرات نظرية وقوانين تخص الوجود ومنزلة الإنسان. وهي تصورات يمكن أن تنصهر في قالب رؤية عربية للعالم والإنسان. غير أن التسليم بوجود هذه الرؤية يتطلّب استخراجها من المتون وتبيّن قوانينها ومقترحاتها وأطروحاتها.ا
لكن الكلام عن عجز العرب عن تمثّل مقولات فلاسفة يونان وتحريفها وتحويلها عن مقاديرها ظل ثابتاً من الثوابت التي لا تكاد تخلو منها دراسة عنيت بهذه المسألة. لقد أرسيت البداهات. وللبداهات سلطان لا يردّ.ا
أطلق العرب على أرسطو لقب المعلّم الأول؛ فمجّدوه وأعلوه واحتفوا بكتاباته ترجمة وشرحاً وتأويلاً. كان هذا اللقب اعترافاً للفيلسوف اليوناني بالفضل والسّبق والتقدّم. لكنه لم يكن خالياً من الويلات. ذلك أنه سيظلّ يوهم بأن الفكر العربي بأسره سيتحرّك في فضاء يوناني لا يحيد عنه فيكتفي أحياناً كثيرة بترديد منجزات يونان.ا
ثم كان أن الفارابي نال شرف لقب المعلّم الثاني فبُجِّل ومُجِّد واعترف له بالفضل أيضاً. لم يأت لقب الفارابي صدفة ولم يخلع عليه اتّفاقاً وبختاً. ثمّة في صميم اللقب ذاته اعتراف بأن الثقافة العربية سرعان ما أنتجت هي الأخرى معلّمين كباراً. ثمّة في هذا اللقب الذي كلّل به الفارابي إقرار بأن لحظة استقدام منجزات الفكر اليوناني لم تطل طويلا إذ سرعان ما استلزمت الشروط التاريخية وحاجة المدينة الإسلامية بروز معلّمين كبار برعوا في الإجابة عن أسئلة تلك المدينة وحاجات ناسها إلى إنتاج المعرفة.ا
لذلك يدرك الناظر في الدراسات التي عنيت بالعلاقة بين الثقافة العربية والثقافة اليونانية وسلم واضعوها بأن الثقافة العربية اكتفت بدور المتقبّل السلبي عديدة غزيرة. وعديدة هي الكتب والمقالات التي تعاملت مع المتون العربية القديمة تعاملاً تجزيئياً قوامه قراءة كتاب محدد لا يتمّ النظر إليه ضمن الحركة التي أسهمت في إنتاجه. والحال أن مضامين تلك المتون قائمة على نوع من الترابط العضوي الجدلي يجعل النفاذ إلى ما في تلاوينها من قوانين مشروطاً بالنظر في ذلك الترابط. فالفكرة أو المقولة لا توجد اتفاقاً بل تصير. ومعنى كونها تصير أنها تمتلك تاريخاً. وتاريخها هو المدى الذي يشغله ترحالها وتغيّرها.ا
لذلك لا يمكن نعيد استكشاف الماضي ونرصد الاختلاف بين النصوص اليونانية ونصوص الفلاسفة العرب إلا متى أصغينا إلى ما تقوله تلك النصوص قصد الإحاطة بما لا تخبر عنه. لا سيما أن النصوص العربية القديمة التي عني أصحابها بقضايا الفكر والوجود كتابات غزيرة يكاد لا يطالها الحصر. لكنّها كتابات تشير صراحة إلى أن كل جيل من المنظّرين كان يغتذي بآراء الجيل الذي سبقه ويطوّر التصوّرات والمقولات التي تمّ تأسيسها سواء بدحضها والاعتراض عليها أو بفتحها على آفاق جديدة ورؤى معرفية لم يتسنّ للسابقين التفكير فيها أو الهجس بها.ا
ثمّة في هذه المتون مجتمعة، سواء كانت في النقد أو في البلاغة أو في المنطق والفلسفة، تصوّرات نظرية وقوانين تخص الوجود ومنزلة الإنسان. وهي تصورات يمكن أن تنصهر في قالب رؤية عربية للعالم والإنسان. غير أن التسليم بوجود هذه الرؤية يتطلّب استخراجها من المتون وتبيّن قوانينها ومقترحاتها وأطروحاتها.ا
لكن الكلام عن عجز العرب عن تمثّل مقولات فلاسفة يونان وتحريفها وتحويلها عن مقاديرها ظل ثابتاً من الثوابت التي لا تكاد تخلو منها دراسة عنيت بهذه المسألة. لقد أرسيت البداهات. وللبداهات سلطان لا يردّ.ا
أطلق العرب على أرسطو لقب المعلّم الأول؛ فمجّدوه وأعلوه واحتفوا بكتاباته ترجمة وشرحاً وتأويلاً. كان هذا اللقب اعترافاً للفيلسوف اليوناني بالفضل والسّبق والتقدّم. لكنه لم يكن خالياً من الويلات. ذلك أنه سيظلّ يوهم بأن الفكر العربي بأسره سيتحرّك في فضاء يوناني لا يحيد عنه فيكتفي أحياناً كثيرة بترديد منجزات يونان.ا
ثم كان أن الفارابي نال شرف لقب المعلّم الثاني فبُجِّل ومُجِّد واعترف له بالفضل أيضاً. لم يأت لقب الفارابي صدفة ولم يخلع عليه اتّفاقاً وبختاً. ثمّة في صميم اللقب ذاته اعتراف بأن الثقافة العربية سرعان ما أنتجت هي الأخرى معلّمين كباراً. ثمّة في هذا اللقب الذي كلّل به الفارابي إقرار بأن لحظة استقدام منجزات الفكر اليوناني لم تطل طويلا إذ سرعان ما استلزمت الشروط التاريخية وحاجة المدينة الإسلامية بروز معلّمين كبار برعوا في الإجابة عن أسئلة تلك المدينة وحاجات ناسها إلى إنتاج المعرفة.ا
لذلك يدرك الناظر في الدراسات التي عنيت بالعلاقة بين الثقافة العربية والثقافة اليونانية وسلم واضعوها بأن الثقافة العربية اكتفت بدور المتقبّل السلبي عديدة غزيرة. وعديدة هي الكتب والمقالات التي تعاملت مع المتون العربية القديمة تعاملاً تجزيئياً قوامه قراءة كتاب محدد لا يتمّ النظر إليه ضمن الحركة التي أسهمت في إنتاجه. والحال أن مضامين تلك المتون قائمة على نوع من الترابط العضوي الجدلي يجعل النفاذ إلى ما في تلاوينها من قوانين مشروطاً بالنظر في ذلك الترابط. فالفكرة أو المقولة لا توجد اتفاقاً بل تصير. ومعنى كونها تصير أنها تمتلك تاريخاً. وتاريخها هو المدى الذي يشغله ترحالها وتغيّرها.ا
لذلك لا يمكن نعيد استكشاف الماضي ونرصد الاختلاف بين النصوص اليونانية ونصوص الفلاسفة العرب إلا متى أصغينا إلى ما تقوله تلك النصوص قصد الإحاطة بما لا تخبر عنه. لا سيما أن النصوص العربية القديمة التي عني أصحابها بقضايا الفكر والوجود كتابات غزيرة يكاد لا يطالها الحصر. لكنّها كتابات تشير صراحة إلى أن كل جيل من المنظّرين كان يغتذي بآراء الجيل الذي سبقه ويطوّر التصوّرات والمقولات التي تمّ تأسيسها سواء بدحضها والاعتراض عليها أو بفتحها على آفاق جديدة ورؤى معرفية لم يتسنّ للسابقين التفكير فيها أو الهجس بها.ا
ثمّة في هذه المتون مجتمعة، سواء كانت في النقد أو في البلاغة أو في المنطق والفلسفة، تصوّرات نظرية وقوانين تخص الوجود ومنزلة الإنسان. وهي تصورات يمكن أن تنصهر في قالب رؤية عربية للعالم والإنسان. غير أن التسليم بوجود هذه الرؤية يتطلّب استخراجها من المتون وتبيّن قوانينها ومقترحاتها وأطروحاتها.ا
لكن الكلام عن عجز العرب عن تمثّل مقولات فلاسفة يونان وتحريفها وتحويلها عن مقاديرها ظل ثابتاً من الثوابت التي لا تكاد تخلو منها دراسة عنيت بهذه المسألة. لقد أرسيت البداهات. وللبداهات سلطان لا يردّ.ا