للرواية الأفريقية المكتوبة في اللغة الفرنسية مع الزنوجة والغرب تاريخ وتغريبة وحكاية. والناظر في مسار تحوّلات هذه الرواية يلاحظ أنها ابتدأت رواية مقاومة غايتها التطهّر من عقدة النقص والإسهام في استرداد الكرامة الأفريقية المنتهكة. لكن الجيل الجديد تنكّر لكل هذه المبادئ وشرع ينجز روايات تتماشى مع أفق انتظار الآخر الغربي. لذلك حين نعيد النظر في كتابات الجيل الأول من الروائيين من أمثال فردينان أيونو، ومانجو بيتي، وآكي لوبا، وبرنار داديي، وشيخ حميدو خان وغيرهم، يتبيّن لنا أن هذا الطابع المقاوم هو الذي مدّ الرواية الأفريقية بنارها ولهبها ومكانتها في وجدان الأفارقة. يكفي مثلا أن نعيد قراءة روايات فردينان أيونو “حياة خادم” و”الزنجي الشيخ والميدالية” و”الطريق إلى أوروبّا”، وسيتبيّن أن رواياته تتشكّل منشغلة بفكرة إشهار مظالم البيض المستعمرين للإشهاد عليها وحفظها من النسيان والتطهّر منها. لذلك تطفح هذه الروايات بإدانة الغرب الاستعماري الذي شوّه الإنسان الأفريقي وانتهك قيمه وتقاليده وكرامته.ا
في رواية “الزنجي الشيخ والميدالية” يصرخ كل من إيسومبا وأونقامبا: “لاشيء ممّا نقدّسه له مكانة في عيونهم: تقاليدنا، تاريخنا، شيوخنا..” غير أن أحداث الرواية وما جرى للشيخ الزنجي تظلّ أكثر إشهادا على نكران الجميل الذي قابل به المستعمر كرم الأفارقة. فالشيخ الزنجي فلاّح من الكامرون مدّ يد المساعدة للفرنسيين لحظة وصولهم واعتقد واهما أنه صار من المقرّبين. لكنه سيخسر أرضه التي تبرّع بها للرهبان كي يقيموا عليها كنيستهم، وسيفجع في ولديه اللذين قاتلا مع الفرنسيين، وبالمقابل أكرمه الفرنسيون ومنحوه ميدالية، حالما يتسلّمها، تضيع منه في العاصفة التي سدّت طريق العودة في وجهه. وحين يلتجئ إلى الحيّ الأوروبي يزجّ به الضابط الذي كان قد سلّمه الميدالية في السجن لأنه تجرّأ على دخول الحيّ الأوروبي في الظلام، ويهينه إهانات فظيعة ثم يطلق سراحه فيعود إلى قريته كسير النفس مثقلا بالهمّ.ا
هذا الطابع المقاوم سيختفي بالكلّ في روايات جيل الروائيين الجدد. ومنها مثلا رواية “مصنع الطقوس” لكوسي إفوتو، و”الرجل الذي اعتبر مجنونا” و”خبزنا اليومي” لكواو زوتي، و”ساحة الأعياد” و”عيد الأقنعة” لسامي تشاك، و”كوكاكولا، كوكاكولا، جاز” لكاقني آلم. وهي جميعا روايات صادرة في باريس عن أهم دور النشر الفرنسية وفي مقدمتها دار غاليمار. والناظر في مؤلفات هذا الجيل يلاحظ أن الهاجس الأساسي الذي يديرها هو الإفلات من الهوية ومحو الذاكرة الأفريقية والاكتفاء بمواضيع إباحية فضائحية غايتها استدراج المتلقي للدخول في عالم الرواية عن طريق إثارة اللذّة في نفسه. فلا وجود في هذه الروايات لما يشير أصلا إلى أن مؤلّفيها يصدرون عن متخيّل أفريقي أو يحملون انتماءهم إلى القارّة الأفريقية في لون بشرتهم ذاته. حتى لكأن هذه الروايات إنما كتبت لتمحو الذاكرة وتتملّص من الانتماء وتقلّل من سواد البشرة.ا
للرواية الأفريقية المكتوبة في اللغة الفرنسية مع الزنوجة والغرب تاريخ وتغريبة وحكاية. والناظر في مسار تحوّلات هذه الرواية يلاحظ أنها ابتدأت رواية مقاومة غايتها التطهّر من عقدة النقص والإسهام في استرداد الكرامة الأفريقية المنتهكة. لكن الجيل الجديد تنكّر لكل هذه المبادئ وشرع ينجز روايات تتماشى مع أفق انتظار الآخر الغربي. لذلك حين نعيد النظر في كتابات الجيل الأول من الروائيين من أمثال فردينان أيونو، ومانجو بيتي، وآكي لوبا، وبرنار داديي، وشيخ حميدو خان وغيرهم، يتبيّن لنا أن هذا الطابع المقاوم هو الذي مدّ الرواية الأفريقية بنارها ولهبها ومكانتها في وجدان الأفارقة. يكفي مثلا أن نعيد قراءة روايات فردينان أيونو “حياة خادم” و”الزنجي الشيخ والميدالية” و”الطريق إلى أوروبّا”، وسيتبيّن أن رواياته تتشكّل منشغلة بفكرة إشهار مظالم البيض المستعمرين للإشهاد عليها وحفظها من النسيان والتطهّر منها. لذلك تطفح هذه الروايات بإدانة الغرب الاستعماري الذي شوّه الإنسان الأفريقي وانتهك قيمه وتقاليده وكرامته.ا
في رواية “الزنجي الشيخ والميدالية” يصرخ كل من إيسومبا وأونقامبا: “لاشيء ممّا نقدّسه له مكانة في عيونهم: تقاليدنا، تاريخنا، شيوخنا..” غير أن أحداث الرواية وما جرى للشيخ الزنجي تظلّ أكثر إشهادا على نكران الجميل الذي قابل به المستعمر كرم الأفارقة. فالشيخ الزنجي فلاّح من الكامرون مدّ يد المساعدة للفرنسيين لحظة وصولهم واعتقد واهما أنه صار من المقرّبين. لكنه سيخسر أرضه التي تبرّع بها للرهبان كي يقيموا عليها كنيستهم، وسيفجع في ولديه اللذين قاتلا مع الفرنسيين، وبالمقابل أكرمه الفرنسيون ومنحوه ميدالية، حالما يتسلّمها، تضيع منه في العاصفة التي سدّت طريق العودة في وجهه. وحين يلتجئ إلى الحيّ الأوروبي يزجّ به الضابط الذي كان قد سلّمه الميدالية في السجن لأنه تجرّأ على دخول الحيّ الأوروبي في الظلام، ويهينه إهانات فظيعة ثم يطلق سراحه فيعود إلى قريته كسير النفس مثقلا بالهمّ.ا
هذا الطابع المقاوم سيختفي بالكلّ في روايات جيل الروائيين الجدد. ومنها مثلا رواية “مصنع الطقوس” لكوسي إفوتو، و”الرجل الذي اعتبر مجنونا” و”خبزنا اليومي” لكواو زوتي، و”ساحة الأعياد” و”عيد الأقنعة” لسامي تشاك، و”كوكاكولا، كوكاكولا، جاز” لكاقني آلم. وهي جميعا روايات صادرة في باريس عن أهم دور النشر الفرنسية وفي مقدمتها دار غاليمار. والناظر في مؤلفات هذا الجيل يلاحظ أن الهاجس الأساسي الذي يديرها هو الإفلات من الهوية ومحو الذاكرة الأفريقية والاكتفاء بمواضيع إباحية فضائحية غايتها استدراج المتلقي للدخول في عالم الرواية عن طريق إثارة اللذّة في نفسه. فلا وجود في هذه الروايات لما يشير أصلا إلى أن مؤلّفيها يصدرون عن متخيّل أفريقي أو يحملون انتماءهم إلى القارّة الأفريقية في لون بشرتهم ذاته. حتى لكأن هذه الروايات إنما كتبت لتمحو الذاكرة وتتملّص من الانتماء وتقلّل من سواد البشرة.ا
للرواية الأفريقية المكتوبة في اللغة الفرنسية مع الزنوجة والغرب تاريخ وتغريبة وحكاية. والناظر في مسار تحوّلات هذه الرواية يلاحظ أنها ابتدأت رواية مقاومة غايتها التطهّر من عقدة النقص والإسهام في استرداد الكرامة الأفريقية المنتهكة. لكن الجيل الجديد تنكّر لكل هذه المبادئ وشرع ينجز روايات تتماشى مع أفق انتظار الآخر الغربي. لذلك حين نعيد النظر في كتابات الجيل الأول من الروائيين من أمثال فردينان أيونو، ومانجو بيتي، وآكي لوبا، وبرنار داديي، وشيخ حميدو خان وغيرهم، يتبيّن لنا أن هذا الطابع المقاوم هو الذي مدّ الرواية الأفريقية بنارها ولهبها ومكانتها في وجدان الأفارقة. يكفي مثلا أن نعيد قراءة روايات فردينان أيونو “حياة خادم” و”الزنجي الشيخ والميدالية” و”الطريق إلى أوروبّا”، وسيتبيّن أن رواياته تتشكّل منشغلة بفكرة إشهار مظالم البيض المستعمرين للإشهاد عليها وحفظها من النسيان والتطهّر منها. لذلك تطفح هذه الروايات بإدانة الغرب الاستعماري الذي شوّه الإنسان الأفريقي وانتهك قيمه وتقاليده وكرامته.ا
في رواية “الزنجي الشيخ والميدالية” يصرخ كل من إيسومبا وأونقامبا: “لاشيء ممّا نقدّسه له مكانة في عيونهم: تقاليدنا، تاريخنا، شيوخنا..” غير أن أحداث الرواية وما جرى للشيخ الزنجي تظلّ أكثر إشهادا على نكران الجميل الذي قابل به المستعمر كرم الأفارقة. فالشيخ الزنجي فلاّح من الكامرون مدّ يد المساعدة للفرنسيين لحظة وصولهم واعتقد واهما أنه صار من المقرّبين. لكنه سيخسر أرضه التي تبرّع بها للرهبان كي يقيموا عليها كنيستهم، وسيفجع في ولديه اللذين قاتلا مع الفرنسيين، وبالمقابل أكرمه الفرنسيون ومنحوه ميدالية، حالما يتسلّمها، تضيع منه في العاصفة التي سدّت طريق العودة في وجهه. وحين يلتجئ إلى الحيّ الأوروبي يزجّ به الضابط الذي كان قد سلّمه الميدالية في السجن لأنه تجرّأ على دخول الحيّ الأوروبي في الظلام، ويهينه إهانات فظيعة ثم يطلق سراحه فيعود إلى قريته كسير النفس مثقلا بالهمّ.ا
للرواية الأفريقية المكتوبة في اللغة الفرنسية مع الزنوجة والغرب تاريخ وتغريبة وحكاية. والناظر في مسار تحوّلات هذه الرواية يلاحظ أنها ابتدأت رواية مقاومة غايتها التطهّر من عقدة النقص والإسهام في استرداد الكرامة الأفريقية المنتهكة. لكن الجيل الجديد تنكّر لكل هذه المبادئ وشرع ينجز روايات تتماشى مع أفق انتظار الآخر الغربي. لذلك حين نعيد النظر في كتابات الجيل الأول من الروائيين من أمثال فردينان أيونو، ومانجو بيتي، وآكي لوبا، وبرنار داديي، وشيخ حميدو خان وغيرهم، يتبيّن لنا أن هذا الطابع المقاوم هو الذي مدّ الرواية الأفريقية بنارها ولهبها ومكانتها في وجدان الأفارقة. يكفي مثلا أن نعيد قراءة روايات فردينان أيونو “حياة خادم” و”الزنجي الشيخ والميدالية” و”الطريق إلى أوروبّا”، وسيتبيّن أن رواياته تتشكّل منشغلة بفكرة إشهار مظالم البيض المستعمرين للإشهاد عليها وحفظها من النسيان والتطهّر منها. لذلك تطفح هذه الروايات بإدانة الغرب الاستعماري الذي شوّه الإنسان الأفريقي وانتهك قيمه وتقاليده وكرامته.ا
في رواية “الزنجي الشيخ والميدالية” يصرخ كل من إيسومبا وأونقامبا: “لاشيء ممّا نقدّسه له مكانة في عيونهم: تقاليدنا، تاريخنا، شيوخنا..” غير أن أحداث الرواية وما جرى للشيخ الزنجي تظلّ أكثر إشهادا على نكران الجميل الذي قابل به المستعمر كرم الأفارقة. فالشيخ الزنجي فلاّح من الكامرون مدّ يد المساعدة للفرنسيين لحظة وصولهم واعتقد واهما أنه صار من المقرّبين. لكنه سيخسر أرضه التي تبرّع بها للرهبان كي يقيموا عليها كنيستهم، وسيفجع في ولديه اللذين قاتلا مع الفرنسيين، وبالمقابل أكرمه الفرنسيون ومنحوه ميدالية، حالما يتسلّمها، تضيع منه في العاصفة التي سدّت طريق العودة في وجهه. وحين يلتجئ إلى الحيّ الأوروبي يزجّ به الضابط الذي كان قد سلّمه الميدالية في السجن لأنه تجرّأ على دخول الحيّ الأوروبي في الظلام، ويهينه إهانات فظيعة ثم يطلق سراحه فيعود إلى قريته كسير النفس مثقلا بالهمّ.ا