ا«يبدو أنني لم أوهب غريزة الأمومة، (إذا كانت هذه الغريزة موجودة أصلا). أهدتني يوما ما جدتي دمية بمناسبة عيد ميلادي فسارعت بإعطائها إلى بنت الجيران مثيرة بذلك حفيظة جدتي… أحبّ القطط وهذا أمر غير لافت، فالناس جميعا يحبون الحيوانات الأليفة لأنها تُحَبُّ بسرعة. أنْ أتخيل نفسي أُمًّا هذا ما لم يدر بخلدي أصلا». هكذا تحدّثت الكاتبة الأمريكية جويس كارول أواتس في مذكرة من مذكراتها مؤرخة بتاريخ 22 مارس 1976.ا
صدرت ترجمة كتاب «مذكرات» جويس كارول في فرنسا هذه السنة، وقد ترجمه عن الإنجليزية كلود سيبان. والثابت أن جويس كارول من أشهر الكاتبات المعاصرات وأغزرهن إنتاجا. بدأت الكتابة سنة 1964 وجربت العديد من الأجناس الأدبية: الرواية والشعر والقصة والروايات البوليسية التي كانت توقعها باسم مستعار هو لورين كيللي. والثابت أيضا أنها نشرت إلى حدّ الآن أكثر من سبعين كتابا ورواية بالتمام والكلية. ومنها مثلا رواية «رجال أنيقون» ورواية «زيجات وخيانات» ورواية «جناح الغراب» ورواية «حبّ أسود» ورواية «شقراء» وهي رواية ذات منحى نفسي استلهمت فيها حياة الممثلة الأميركية الشهيرة مارلين مونرو.ا
غير أن الناظر في كتابها الجديد «مذكرات 1973 ـ 1982» يلاحظ في يسر أن المؤلفة قد وهبت عمرها كله للكتابة والقراءة. حتى لكأنها لم تعش حياتها بل كتبتها. نقرأ في مذكّرة تحمل تاريخ 8 يناير 1978: «أعشق الاستيقاظ مبكّرة لأشرع في القراءة عندما تكون السكينة مطبقة على البيت، وراي (زوجها) ما زال يغطّ في النوم». وفي مذكرة بتاريخ 4 يناير 2008 نقرأ: «البيت ساكنٌ، معتمٌ وباردٌ. البيت فارغٌ (راي سافر إلى نيويورك). هذه هي طبيعة الصمت الفردوسية. أنا جالسة إلى مكتبي ساعات، منذ الثامنة والنصف صباحا (بلغت الساعة الآن السابعة والنصف ليلا) كنت طيلة هذه الساعات كلها مأخوذة بالكلمات. أحيا اللغة قطرة قطرة، إيقاعات اللغة، كنت أردّد على مسمعيّ جملا وتعابير بصوت عال، كنت أحس بشيء ما يأتي إلى الحياة، شيء ما يولد، شيء لا يمكن أن أدركه، شيء يستعصي على المسك».ا
الراجح أن بين الأمومة والكتابة علاقة عضوية. لقد برع الرجال في الكتابة منذ أقدم العصور. أما النساء الكاتبات فعددهن قليل. لكننا حين نقرأ مذكرات جويس كارول وموقفها من الأمومة والكتابة نكاد نسلّم بأن لذة الكتابة ولذة الإنجاب صنوان. لكأن الرجل يكتب لأنه عاجز عن إدراك لذة الولادة والإنجاب. أما المرأة فتعيش تلك اللحظة التي تعوّضها عن لذة الكتابة. بالكتابة يخلّد المرء ذكره وبالإنجاب أيضا. فهل يعني هذا أن إبداع الرجال إنما جاء نتيجة إحساس الرجل بأنه امرأة عاقر. هذا ما ترشح به مذكرات جويس كارول لقد جاءت الكتابة لتنوب عن عاطفة الأمومة. بل إن الانشغال بالكتابة والإبداع قد محا الحاجة إلى تجربة الأمومة محوا تاما.ا
ا«يبدو أنني لم أوهب غريزة الأمومة، (إذا كانت هذه الغريزة موجودة أصلا). أهدتني يوما ما جدتي دمية بمناسبة عيد ميلادي فسارعت بإعطائها إلى بنت الجيران مثيرة بذلك حفيظة جدتي… أحبّ القطط وهذا أمر غير لافت، فالناس جميعا يحبون الحيوانات الأليفة لأنها تُحَبُّ بسرعة. أنْ أتخيل نفسي أُمًّا هذا ما لم يدر بخلدي أصلا». هكذا تحدّثت الكاتبة الأمريكية جويس كارول أواتس في مذكرة من مذكراتها مؤرخة بتاريخ 22 مارس 1976.ا
صدرت ترجمة كتاب «مذكرات» جويس كارول في فرنسا هذه السنة، وقد ترجمه عن الإنجليزية كلود سيبان. والثابت أن جويس كارول من أشهر الكاتبات المعاصرات وأغزرهن إنتاجا. بدأت الكتابة سنة 1964 وجربت العديد من الأجناس الأدبية: الرواية والشعر والقصة والروايات البوليسية التي كانت توقعها باسم مستعار هو لورين كيللي. والثابت أيضا أنها نشرت إلى حدّ الآن أكثر من سبعين كتابا ورواية بالتمام والكلية. ومنها مثلا رواية «رجال أنيقون» ورواية «زيجات وخيانات» ورواية «جناح الغراب» ورواية «حبّ أسود» ورواية «شقراء» وهي رواية ذات منحى نفسي استلهمت فيها حياة الممثلة الأميركية الشهيرة مارلين مونرو.ا
غير أن الناظر في كتابها الجديد «مذكرات 1973 ـ 1982» يلاحظ في يسر أن المؤلفة قد وهبت عمرها كله للكتابة والقراءة. حتى لكأنها لم تعش حياتها بل كتبتها. نقرأ في مذكّرة تحمل تاريخ 8 يناير 1978: «أعشق الاستيقاظ مبكّرة لأشرع في القراءة عندما تكون السكينة مطبقة على البيت، وراي (زوجها) ما زال يغطّ في النوم». وفي مذكرة بتاريخ 4 يناير 2008 نقرأ: «البيت ساكنٌ، معتمٌ وباردٌ. البيت فارغٌ (راي سافر إلى نيويورك). هذه هي طبيعة الصمت الفردوسية. أنا جالسة إلى مكتبي ساعات، منذ الثامنة والنصف صباحا (بلغت الساعة الآن السابعة والنصف ليلا) كنت طيلة هذه الساعات كلها مأخوذة بالكلمات. أحيا اللغة قطرة قطرة، إيقاعات اللغة، كنت أردّد على مسمعيّ جملا وتعابير بصوت عال، كنت أحس بشيء ما يأتي إلى الحياة، شيء ما يولد، شيء لا يمكن أن أدركه، شيء يستعصي على المسك».ا
الراجح أن بين الأمومة والكتابة علاقة عضوية. لقد برع الرجال في الكتابة منذ أقدم العصور. أما النساء الكاتبات فعددهن قليل. لكننا حين نقرأ مذكرات جويس كارول وموقفها من الأمومة والكتابة نكاد نسلّم بأن لذة الكتابة ولذة الإنجاب صنوان. لكأن الرجل يكتب لأنه عاجز عن إدراك لذة الولادة والإنجاب. أما المرأة فتعيش تلك اللحظة التي تعوّضها عن لذة الكتابة. بالكتابة يخلّد المرء ذكره وبالإنجاب أيضا. فهل يعني هذا أن إبداع الرجال إنما جاء نتيجة إحساس الرجل بأنه امرأة عاقر. هذا ما ترشح به مذكرات جويس كارول لقد جاءت الكتابة لتنوب عن عاطفة الأمومة. بل إن الانشغال بالكتابة والإبداع قد محا الحاجة إلى تجربة الأمومة محوا تاما.ا
ا«يبدو أنني لم أوهب غريزة الأمومة، (إذا كانت هذه الغريزة موجودة أصلا). أهدتني يوما ما جدتي دمية بمناسبة عيد ميلادي فسارعت بإعطائها إلى بنت الجيران مثيرة بذلك حفيظة جدتي… أحبّ القطط وهذا أمر غير لافت، فالناس جميعا يحبون الحيوانات الأليفة لأنها تُحَبُّ بسرعة. أنْ أتخيل نفسي أُمًّا هذا ما لم يدر بخلدي أصلا». هكذا تحدّثت الكاتبة الأمريكية جويس كارول أواتس في مذكرة من مذكراتها مؤرخة بتاريخ 22 مارس 1976.ا
صدرت ترجمة كتاب «مذكرات» جويس كارول في فرنسا هذه السنة، وقد ترجمه عن الإنجليزية كلود سيبان. والثابت أن جويس كارول من أشهر الكاتبات المعاصرات وأغزرهن إنتاجا. بدأت الكتابة سنة 1964 وجربت العديد من الأجناس الأدبية: الرواية والشعر والقصة والروايات البوليسية التي كانت توقعها باسم مستعار هو لورين كيللي. والثابت أيضا أنها نشرت إلى حدّ الآن أكثر من سبعين كتابا ورواية بالتمام والكلية. ومنها مثلا رواية «رجال أنيقون» ورواية «زيجات وخيانات» ورواية «جناح الغراب» ورواية «حبّ أسود» ورواية «شقراء» وهي رواية ذات منحى نفسي استلهمت فيها حياة الممثلة الأميركية الشهيرة مارلين مونرو.ا
غير أن الناظر في كتابها الجديد «مذكرات 1973 ـ 1982» يلاحظ في يسر أن المؤلفة قد وهبت عمرها كله للكتابة والقراءة. حتى لكأنها لم تعش حياتها بل كتبتها. نقرأ في مذكّرة تحمل تاريخ 8 يناير 1978: «أعشق الاستيقاظ مبكّرة لأشرع في القراءة عندما تكون السكينة مطبقة على البيت، وراي (زوجها) ما زال يغطّ في النوم». وفي مذكرة بتاريخ 4 يناير 2008 نقرأ: «البيت ساكنٌ، معتمٌ وباردٌ. البيت فارغٌ (راي سافر إلى نيويورك). هذه هي طبيعة الصمت الفردوسية. أنا جالسة إلى مكتبي ساعات، منذ الثامنة والنصف صباحا (بلغت الساعة الآن السابعة والنصف ليلا) كنت طيلة هذه الساعات كلها مأخوذة بالكلمات. أحيا اللغة قطرة قطرة، إيقاعات اللغة، كنت أردّد على مسمعيّ جملا وتعابير بصوت عال، كنت أحس بشيء ما يأتي إلى الحياة، شيء ما يولد، شيء لا يمكن أن أدركه، شيء يستعصي على المسك».ا
الراجح أن بين الأمومة والكتابة علاقة عضوية. لقد برع الرجال في الكتابة منذ أقدم العصور. أما النساء الكاتبات فعددهن قليل. لكننا حين نقرأ مذكرات جويس كارول وموقفها من الأمومة والكتابة نكاد نسلّم بأن لذة الكتابة ولذة الإنجاب صنوان. لكأن الرجل يكتب لأنه عاجز عن إدراك لذة الولادة والإنجاب. أما المرأة فتعيش تلك اللحظة التي تعوّضها عن لذة الكتابة. بالكتابة يخلّد المرء ذكره وبالإنجاب أيضا. فهل يعني هذا أن إبداع الرجال إنما جاء نتيجة إحساس الرجل بأنه امرأة عاقر. هذا ما ترشح به مذكرات جويس كارول لقد جاءت الكتابة لتنوب عن عاطفة الأمومة. بل إن الانشغال بالكتابة والإبداع قد محا الحاجة إلى تجربة الأمومة محوا تاما.ا