! أوّاه يا هارلم

! أوّاه يا هارلم

! أوّاه يا هارلم

! أوّاه يا هارلم

! أوّاه يا هارلم

! أوّاه يا هارلم

! أوّاه يا هارلم

نيويورك مدينة رمز. إنها التجسيد الفعلي للسؤدد والمجد. وهي التجسيد الفعلي للغلبة والقهر. إسمها محاط في أذهان الناس بهالة من نور. لكن هالة النور في حد ذاتها مشوبة بالليل والدياجير. من الإسم ذاته تتراءى مأساة الهنود. ومن الإسم ذاته تتراءى فكرة الأفول الكوني الشامل. بهذا كله يحدّث الشاعر الأسباني الشهير فيدريكو غارسيا لوركا. زار لوركا نيويورك سنة 1929 وأقام بها حتى نهاية سنة 1930  فقلبت هذه الإقامة رؤيته للعالم ولقضايا الوجود والفن. لم يتعامل لوركا مع نيويورك تعاملا عقليا أو أيديولوجيا بل رصد ما أحدثته من زلزلة في كيانه. لذلك كتب في مقدمة الديوان اخترت عنوان ”شاعر في نيويورك“ وكان ينبغي أن أقول ”نيويورك في شاعر“. وعلّل ذلك قائلا ”إنني لن أحكي لكم ما هي نيويورك من الخارج… إنّ ما سأقدمه هو ردّ فعلي الوجداني العاطفي بصدق وعاطفية“.

كان لوركا أول شاعر تناول هذا الموضوع وخصّص له ديوانا كاملا. والناظر في ديوانه هذا يلاحظ أنه لم يكتب عن نيويورك بل كتبها. لذلك جاءت جميع قصائد الديوان طافحة بشجن لا يطفأ، جاءت في شكل مراثٍ للإنسان والكون. لذلك تتشكل قصائد الديوان كلها مأخوذة بفكرة ابتناء لحظة الأفول الكوني الشامل. ولذلك أيضا تتوالى المشاهد التي تبتني المخيف والمرعب المروّع. تتصاعد الحشرات مثلا من نيويورك وتشرع على مهل في التهام القمر ثم تتربع في السماء مكانه مالئة الكون بطقطقة هي صوت النهايات. نقرأ مثلا من قصيدة ”قمر وبانوراما الحشرات“:

”والقمر

ولكن لا، ليس القمر.

إنها الحشرات

الحشرات وحدها،

مطقطقة، قارضة، راجفة، محتشدة.

والقمر

يجلس على باب حطامه بقفاز من الدخان،

القمر!!.“

هذه الفكرة ذاتها سيعبر عنها في مقدمة الديوان نثرا فيكتب: ”إن أول عنصرين يلمسهما الزائر في المدينة الكبيرة هما المعمار فوق الإنساني والإيقاع المحموم. الهندسة والأسى. للوهلة الأولى، يمكن أن يختلط الإيقاع بالبهجة. ولكن حين ينظر المرء في رويّة أكثر إلى آلية الحياة الاجتماعية والاستعباد المؤلم للإنسان والآلة على حد سواء، فسوف يرى أنها ليست سوى نوع من الأسى الذي يجعل حتى الجريمة والعصابات وسائل هروب يمكن التغاضي عنها. ترتفع البنايات الحادة الجوانب إلى السماء بلا رغبة منها في أن تكون سحابا أو تطلب مجدا. إن زوايا المعمار القوطي وحوافه تخرج من قلوب الموتى المدفونين.“ لقد استبدت بلوركا فكرة الأفول الكوني الشامل. قرأها في المعمار. لاحظها حيثما ولّى وجهه. نقرأ مثلا من ”أنشودة إلى ملك هارلم“:

”أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم!

 ليس هناك من أسى يعادل عينيك المسحوقتين

 يعادل دماءك ترجف غاضبة داخل الخسوف المظلم

 يعادل عنفك القاني الأصم تحت ظلال الأضواء

… والفتيات الأمريكيات

 يحملن أطفالا ونقودا في بطونهن

 بينما الشبان يُغشى عليهم على الصليب

وقد استطالت أطرافهم.“

نيويورك مدينة رمز. إنها التجسيد الفعلي للسؤدد والمجد. وهي التجسيد الفعلي للغلبة والقهر. إسمها محاط في أذهان الناس بهالة من نور. لكن هالة النور في حد ذاتها مشوبة بالليل والدياجير. من الإسم ذاته تتراءى مأساة الهنود. ومن الإسم ذاته تتراءى فكرة الأفول الكوني الشامل. بهذا كله يحدّث الشاعر الأسباني الشهير فيدريكو غارسيا لوركا. زار لوركا نيويورك سنة 1929 وأقام بها حتى نهاية سنة 1930  فقلبت هذه الإقامة رؤيته للعالم ولقضايا الوجود والفن. لم يتعامل لوركا مع نيويورك تعاملا عقليا أو أيديولوجيا بل رصد ما أحدثته من زلزلة في كيانه. لذلك كتب في مقدمة الديوان اخترت عنوان ”شاعر في نيويورك“ وكان ينبغي أن أقول ”نيويورك في شاعر“. وعلّل ذلك قائلا ”إنني لن أحكي لكم ما هي نيويورك من الخارج… إنّ ما سأقدمه هو ردّ فعلي الوجداني العاطفي بصدق وعاطفية“.

كان لوركا أول شاعر تناول هذا الموضوع وخصّص له ديوانا كاملا. والناظر في ديوانه هذا يلاحظ أنه لم يكتب عن نيويورك بل كتبها. لذلك جاءت جميع قصائد الديوان طافحة بشجن لا يطفأ، جاءت في شكل مراثٍ للإنسان والكون. لذلك تتشكل قصائد الديوان كلها مأخوذة بفكرة ابتناء لحظة الأفول الكوني الشامل. ولذلك أيضا تتوالى المشاهد التي تبتني المخيف والمرعب المروّع. تتصاعد الحشرات مثلا من نيويورك وتشرع على مهل في التهام القمر ثم تتربع في السماء مكانه مالئة الكون بطقطقة هي صوت النهايات. نقرأ مثلا من قصيدة ”قمر وبانوراما الحشرات“:

”والقمر

ولكن لا، ليس القمر.

إنها الحشرات

الحشرات وحدها،

مطقطقة، قارضة، راجفة، محتشدة.

والقمر

يجلس على باب حطامه بقفاز من الدخان،

القمر!!.“

هذه الفكرة ذاتها سيعبر عنها في مقدمة الديوان نثرا فيكتب: ”إن أول عنصرين يلمسهما الزائر في المدينة الكبيرة هما المعمار فوق الإنساني والإيقاع المحموم. الهندسة والأسى. للوهلة الأولى، يمكن أن يختلط الإيقاع بالبهجة. ولكن حين ينظر المرء في رويّة أكثر إلى آلية الحياة الاجتماعية والاستعباد المؤلم للإنسان والآلة على حد سواء، فسوف يرى أنها ليست سوى نوع من الأسى الذي يجعل حتى الجريمة والعصابات وسائل هروب يمكن التغاضي عنها. ترتفع البنايات الحادة الجوانب إلى السماء بلا رغبة منها في أن تكون سحابا أو تطلب مجدا. إن زوايا المعمار القوطي وحوافه تخرج من قلوب الموتى المدفونين.“ لقد استبدت بلوركا فكرة الأفول الكوني الشامل. قرأها في المعمار. لاحظها حيثما ولّى وجهه. نقرأ مثلا من ”أنشودة إلى ملك هارلم“:

”أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم!

 ليس هناك من أسى يعادل عينيك المسحوقتين

 يعادل دماءك ترجف غاضبة داخل الخسوف المظلم

 يعادل عنفك القاني الأصم تحت ظلال الأضواء

… والفتيات الأمريكيات

 يحملن أطفالا ونقودا في بطونهن

 بينما الشبان يُغشى عليهم على الصليب

وقد استطالت أطرافهم.“

نيويورك مدينة رمز. إنها التجسيد الفعلي للسؤدد والمجد. وهي التجسيد الفعلي للغلبة والقهر. إسمها محاط في أذهان الناس بهالة من نور. لكن هالة النور في حد ذاتها مشوبة بالليل والدياجير. من الإسم ذاته تتراءى مأساة الهنود. ومن الإسم ذاته تتراءى فكرة الأفول الكوني الشامل. بهذا كله يحدّث الشاعر الأسباني الشهير فيدريكو غارسيا لوركا. زار لوركا نيويورك سنة 1929 وأقام بها حتى نهاية سنة 1930  فقلبت هذه الإقامة رؤيته للعالم ولقضايا الوجود والفن. لم يتعامل لوركا مع نيويورك تعاملا عقليا أو أيديولوجيا بل رصد ما أحدثته من زلزلة في كيانه. لذلك كتب في مقدمة الديوان اخترت عنوان ”شاعر في نيويورك“ وكان ينبغي أن أقول ”نيويورك في شاعر“. وعلّل ذلك قائلا ”إنني لن أحكي لكم ما هي نيويورك من الخارج… إنّ ما سأقدمه هو ردّ فعلي الوجداني العاطفي بصدق وعاطفية“.

كان لوركا أول شاعر تناول هذا الموضوع وخصّص له ديوانا كاملا. والناظر في ديوانه هذا يلاحظ أنه لم يكتب عن نيويورك بل كتبها. لذلك جاءت جميع قصائد الديوان طافحة بشجن لا يطفأ، جاءت في شكل مراثٍ للإنسان والكون. لذلك تتشكل قصائد الديوان كلها مأخوذة بفكرة ابتناء لحظة الأفول الكوني الشامل. ولذلك أيضا تتوالى المشاهد التي تبتني المخيف والمرعب المروّع. تتصاعد الحشرات مثلا من نيويورك وتشرع على مهل في التهام القمر ثم تتربع في السماء مكانه مالئة الكون بطقطقة هي صوت النهايات. نقرأ مثلا من قصيدة ”قمر وبانوراما الحشرات“:

”والقمر

ولكن لا، ليس القمر.

إنها الحشرات

الحشرات وحدها،

مطقطقة، قارضة، راجفة، محتشدة.

والقمر

يجلس على باب حطامه بقفاز من الدخان،

القمر!!.“

هذه الفكرة ذاتها سيعبر عنها في مقدمة الديوان نثرا فيكتب: ”إن أول عنصرين يلمسهما الزائر في المدينة الكبيرة هما المعمار فوق الإنساني والإيقاع المحموم. الهندسة والأسى. للوهلة الأولى، يمكن أن يختلط الإيقاع بالبهجة. ولكن حين ينظر المرء في رويّة أكثر إلى آلية الحياة الاجتماعية والاستعباد المؤلم للإنسان والآلة على حد سواء، فسوف يرى أنها ليست سوى نوع من الأسى الذي يجعل حتى الجريمة والعصابات وسائل هروب يمكن التغاضي عنها. ترتفع البنايات الحادة الجوانب إلى السماء بلا رغبة منها في أن تكون سحابا أو تطلب مجدا. إن زوايا المعمار القوطي وحوافه تخرج من قلوب الموتى المدفونين.“ لقد استبدت بلوركا فكرة الأفول الكوني الشامل. قرأها في المعمار. لاحظها حيثما ولّى وجهه. نقرأ مثلا من ”أنشودة إلى ملك هارلم“:

”أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم!

 ليس هناك من أسى يعادل عينيك المسحوقتين

 يعادل دماءك ترجف غاضبة داخل الخسوف المظلم

 يعادل عنفك القاني الأصم تحت ظلال الأضواء

… والفتيات الأمريكيات

 يحملن أطفالا ونقودا في بطونهن

 بينما الشبان يُغشى عليهم على الصليب

وقد استطالت أطرافهم.“

محمد لطفي اليوسفي

نيويورك مدينة رمز. إنها التجسيد الفعلي للسؤدد والمجد. وهي التجسيد الفعلي للغلبة والقهر. إسمها محاط في أذهان الناس بهالة من نور. لكن هالة النور في حد ذاتها مشوبة بالليل والدياجير. من الإسم ذاته تتراءى مأساة الهنود. ومن الإسم ذاته تتراءى فكرة الأفول الكوني الشامل. بهذا كله يحدّث الشاعر الأسباني الشهير فيدريكو غارسيا لوركا. زار لوركا نيويورك سنة 1929 وأقام بها حتى نهاية سنة 1930  فقلبت هذه الإقامة رؤيته للعالم ولقضايا الوجود والفن. لم يتعامل لوركا مع نيويورك تعاملا عقليا أو أيديولوجيا بل رصد ما أحدثته من زلزلة في كيانه. لذلك كتب في مقدمة الديوان اخترت عنوان ”شاعر في نيويورك“ وكان ينبغي أن أقول ”نيويورك في شاعر“. وعلّل ذلك قائلا ”إنني لن أحكي لكم ما هي نيويورك من الخارج… إنّ ما سأقدمه هو ردّ فعلي الوجداني العاطفي بصدق وعاطفية“.

كان لوركا أول شاعر تناول هذا الموضوع وخصّص له ديوانا كاملا. والناظر في ديوانه هذا يلاحظ أنه لم يكتب عن نيويورك بل كتبها. لذلك جاءت جميع قصائد الديوان طافحة بشجن لا يطفأ، جاءت في شكل مراثٍ للإنسان والكون. لذلك تتشكل قصائد الديوان كلها مأخوذة بفكرة ابتناء لحظة الأفول الكوني الشامل. ولذلك أيضا تتوالى المشاهد التي تبتني المخيف والمرعب المروّع. تتصاعد الحشرات مثلا من نيويورك وتشرع على مهل في التهام القمر ثم تتربع في السماء مكانه مالئة الكون بطقطقة هي صوت النهايات. نقرأ مثلا من قصيدة ”قمر وبانوراما الحشرات“:

”والقمر

ولكن لا، ليس القمر.

إنها الحشرات

الحشرات وحدها،

مطقطقة، قارضة، راجفة، محتشدة.

والقمر

يجلس على باب حطامه بقفاز من الدخان،

القمر!!.“

هذه الفكرة ذاتها سيعبر عنها في مقدمة الديوان نثرا فيكتب: ”إن أول عنصرين يلمسهما الزائر في المدينة الكبيرة هما المعمار فوق الإنساني والإيقاع المحموم. الهندسة والأسى. للوهلة الأولى، يمكن أن يختلط الإيقاع بالبهجة. ولكن حين ينظر المرء في رويّة أكثر إلى آلية الحياة الاجتماعية والاستعباد المؤلم للإنسان والآلة على حد سواء، فسوف يرى أنها ليست سوى نوع من الأسى الذي يجعل حتى الجريمة والعصابات وسائل هروب يمكن التغاضي عنها. ترتفع البنايات الحادة الجوانب إلى السماء بلا رغبة منها في أن تكون سحابا أو تطلب مجدا. إن زوايا المعمار القوطي وحوافه تخرج من قلوب الموتى المدفونين.“ لقد استبدت بلوركا فكرة الأفول الكوني الشامل. قرأها في المعمار. لاحظها حيثما ولّى وجهه. نقرأ مثلا من ”أنشودة إلى ملك هارلم“:

”أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم! أوّاه يا هارلم!

 ليس هناك من أسى يعادل عينيك المسحوقتين

 يعادل دماءك ترجف غاضبة داخل الخسوف المظلم

 يعادل عنفك القاني الأصم تحت ظلال الأضواء

… والفتيات الأمريكيات

 يحملن أطفالا ونقودا في بطونهن

 بينما الشبان يُغشى عليهم على الصليب

وقد استطالت أطرافهم.“